Welcome DZ

Welcome DZ
Logo Image
الأحد، 12 يوليو 2015

رد للدكتور وصفي عاشور أبو زيد على خاطرة الدكتور طارق السويدان حول ليلة القدر





الدكتور طارق السويدان: وصلتني هذه الرسالة الجميلة من شيخنا د. وصفي عاشور أبو زيد حفظه الله تعالى
وفيها تصحيحات واستدراكات علمية على ما ذكرته في خاطرتي المنشورة سابقا حول فهمي لليلة القدر ويشرفني أن أنقل لكم رسالته كاملة لما فيها من علم والأهم القدوة والمثل في كيفية أدب الاختلاف الراقي مع خالص الشكر والدعاء له ولكم :

فضيلة د. طارق السويدان الموقــر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذه الرسالة القيمة التي تجدد بها الإيمان في قلوبنا، وشحذت بها الهمم في أرواحنا، وقويت بها العزيمة في نفوسنا، وقد نشرتها على صفحتي الشخصية ليعم بها النفع، ويعود لكم الأجر بإذن الله.
وقد استقر عندي من أحوال العرب أن العدد (1000) هو أقصى ما كانت تعرفه العرب، ولهذا ورد في سورة القدر على سبيل المبالغة، وليس على سبيل العدد المحسوب كما يقول الكثير من الدعاة، ولو كانت العرب تعرف أكثر من هذا لورد في السورة؛ إذ إن فضل الله واسع وكرمه غير محدود، والكريم لا تتخطاه الآمال كما قال ابن عطاء ..
وأما أن الرضى بالقضاء والقدر هو الركن وليس الإيمان، فهو أمر يحتاج لنظر؛ إذ إن رواية صحيح مسلم في حديث جابر المشهور في كتاب الإيمان: " قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره). فالإيمان منصوص عليه، وهو يشمل الرضا ويتسع لأكثر منه بحمد الله.
وأما الدعاء المشهور: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" .. لفظة كريم ذكرت في سنن الترمذي في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
وقد كثر ذكر بعض العلماء لها في كتبهم الفقهية, وفي كتب الأذكار, وقد روى الحديث الإمام أحمد، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وابن السني، والبغوي، وأبو يعلي، والبيهقي، ولم يذكروا هذه اللفظة.
وقد نقل الحديث عن الترمذي جمع من أهل العلم، منهم النووي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن حجر، وابن كثير، ولم يذكروها، وقد نبه الألباني على كونها مدرجة من بعض النساخ، فقال في السلسلة الصحيحة: (تنبيه): وقع في سنن الترمذي بعد قوله: "عفو" زيادة: "كريم" ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من سنن الترمذي التي عليها شرح تحفة الأحوذي للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها, وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما قتيبة بن سعيد بإسناده دون الزيادة,
وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي: مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني (95/202)، وليست عند ابن السني؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة، ثم عزاه للترمذي وغيره, ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم، وينبه أنها من أفراد الترمذي, وأما التحقيق فيقتضي عدم ذكرها مطلقًا؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها، فاقتضى التنبيه. اهـ.
ولا شك أن الأمر فيه سعة، والدعاء باسم الله الكريم ليس خطأ، فلن يغفر ويعفو إلا الكريم سبحانه، لكن التنبيه للعلم فقط.


والله أعلم.

وأجدد لكم - فضيلة الدكتور العزيز - شكري وتقديري على الإفادة الكريمة، والخواطر النافعة، نفع الله بكم، وتقبل منا ومنكم، ورضي عنا وعنكم، وجعلنا وإياكم من المشمولين بعفوه وكرمه والعتق من النيران.
محبكم/ د. وصفي عاشور أبو زيد

2 التعليقات :

  1. قال تعالى :
    ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) ( 147 ) سورة الصافات

    { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } سورة الأنفال
    لا تصدق كل مايستقر عندك من أحوال العرب يا دكتور
    فقد استقر عندي قبلك أن العرب لا يسقطون في أحضان العم سام مرتين
    وهاهم .........!

    ردحذف
    الردود
    1. أخي العزيز ما ذكرته من أعداد في القرآن هو مضاعفات العدد ألف، وهناك آيات أخرى غير التي ذكرتها بأعداد أكبر مما ذكرت لكنها منسوبة للأف أيضا، لكن لا يوجد مليون ولا مليار ولا تريليون ولا ما فوق ذلك .. وهذا يؤكد ما قلته لكم .. على أن العرب الذين أعنيهم هم عرب الأمس بلغتهم وأعرافهم، وليس عرب اليوم بتخذالهم وهزائمهم وعمالتهم. .. تحياتي لكم.

      حذف

عربي باي
حقوق الطبع والنشر لمدونات الجزائري 2015. يتم التشغيل بواسطة Blogger.